الرئيسية / بحوث ومقالات / مقتل الكساسبة.. بداية لمخطط خطير

مقتل الكساسبة.. بداية لمخطط خطير

هل تم حرق الكساسبة بالفعل؟

بين تكذيب المقطع الذي بثه تنظيم داعش الارهابي لحرق الطيار الاردني وتأكيده، تبرز إلى السطح العديد من التكهنات في الاسباب التي تقف وراء الاهتمام الكبير بالترويج لهذا الفلم وموجات الاستنكار ضد هذا العمل والتي وصلت الى الشجب على منابر الاعلام من قبل رؤساء الدول الكبرى، وكأن جرائم داعش اقتصرت على هذه الجريمة النكراء فقط، ولم تقم داعش بجرائم يندى لها جبين الانسانية، كان ابرزها قتل أكثر من (1700) طالب كلية عسكرية عراقي في يوم واحد وبمرأى ومسمع العالم اجمع، وكذلك  اغتصاب وقتل المئات من النساء والاطفال والتمثيل بجثثهم ومن مختلف الديانات والاقوام، وتدمير المساجد والكنائس ودور العبادة، وتفجير المواقع الاثرية والمعالم البارزة، وقطع رؤوس الابرياء، وبيع النساء في سوق النخاسة..

ولكن ما السر الذي يقف وراء الاهتمام والتركيز على قتل الكساسبة بالرغم من أن المختصين في عالم السينما يؤكدون وبالأدلة الدامغة أن هذا الفلم ما هو إلا نتاج سينمائي لأحد شركات هوليود وليس حقيقي!

ومن الملفت للنظر ايضاً رد الفعل الاردني الذي لا يخرج ايضا من كونه درامي مفتعل تجاه قضية الطيار الاردني، والذي حمل عنوان (الثأر) و(الاقتصاص) و(العقاب) وغيرها من المسميات التي اججت من خلالها المواقف الشعبية الاردنية ولأول مرة بعد سقوط صنم العراق (صدام)، ولم ينسَ إلا ضعاف العقول الدور الكبير الذي قامت به الاردن خلال السنوات المنصرمة والمتمثل بالدعم الواضح والمعلن لجميع التيارات الارهابية، بل ويسجل التاريخ أن اول معسكر للارهابيين وتدريبهم كان مقره الاردن.. فما حدى مما بدى.. حتى صارت الاردن اليوم تطالب بالقصاص من الارهابيين، ومن (داعش)، فهل سيعاد السيناريو نفسه الذي وقع فيه (صدام) و(بن لادن) ومن لفّ لفهّم في انتهاء الدور المخصص لهذا التنظيم بعد أن انهى مهمته على احسن وجه:

1- تشويه الدين الإسلامي واثبات كل ما هو اجرامي به، وهو هدف واضح يعرف الجميع ابعاده ونتائجه المستقبلية.

2- عودة القواعد الامريكية في المنطقة بغطاء دولي وبحجة مكافحة الارهاب.

3- تمزيق المتبقي من اللحمة الوطنية في العراق وسوريا، وخلق جو مناسب للاقتتال الطائفي.

4- تدمير الاقتصاد العراقي والسوري من خلال تسخير كل مقدرات الدولة لحرب هذه العصابات.

5- رواج سوق السلاح وسحب المليارات من الدولارات من شيوخ النفط لدوام سعير هذه الحرب.

6- اضعاف الجيوش العربية في العراق وسوريا، حتى لا يحلم اي شخص بمحاربة اسرائيل او حتى اصدار اي موقف استنكار ضدها.

7- جمع رموز الارهاب والتطرف من القتلة والمرتزقة من كل العالم وجمعهم في العراق وسوريا.

8- محاولة تغيير نظرة الشعوب المضطهدة من جراء جرائم داعش، والرضا بالحكم العميل من اجل توفير الأمن والأمان.

والقائمة تطول..

ولكن في كل هذا لا تحتاج امريكا أو غيرها لأن تصنع هذا الفلم الدرامي (بطريقة قتل الكساسبة) ومحاولة تأليب الرأي العام العالمي الذي يتحرك ويتأثر بمؤثرات وسيناريوهات امريكية فقط، فبمجرد ان توقف امريكا دعمها للتنظيم الارهابي (بالمال والسلاح والعدة والعدد) فإن هذه الخلية السرطانية ستزول من الوجود؟!

من خلال تتبع السيناريوهات السابقة التي انتهجتها المخابرات المركزية الامريكية مع صنيعاتها من المرتزقة والارهابين نجد أن هناك مؤامرة كبيرة تلوح بالافق، وتشترك العديد من الدول المعادية في نسجها، وابرز ما يمكن ملاحظته هو دخول اللاعب الاردني الى ساحة المواجهة، وهذا يعني ان هناك كعكعة ستقسم، ومن المحتمل ان تكون الاردن وتركيا هما الرابحان الأكبر في هذه الكعكة..

فهل ستحاول الاردن الحصول على المنطقة الغربية من العراق، واجزاء من سوريا كنتيجة لهذه المشاركة، وهذا السيناريو الهوليودي؟

وهل ستحصل تركيا على الموصل واجزاء من سوريا في هذه اللعبة كثمن لمشاركتها الكبيرة في دعم داعش والتمهيد لهذه الجريمة الكبيرة التي حصلت ضد الشعب العراقي والسوري؟

اعتقد ان الجواب عن هذا سيكون سريعاً، فسرعان ما ستتكشف المواقف خلال الايام القليلة القادمة، فلم تعد تحتمل الادارات والسياسات المخابراتية الانتظار لسنوات لجني الثمار، بل اصبحت المواقف تتكشف بالايام والساعات، بل وحتى بالدقائق..

 

عن admin